تحدث متلازمة تكيّس المبايض (PCOS) نتيجة اختلال في الغدد الصماء التناسلية (الاضطرابات الهرمونية) الأكثر شيوعاً بين النساء والتي تؤثر عليهن في سن الإنجاب. وتبلغ نسبة انتشارها ما بين 8%-30% وهذا الأمر يتوقف على السكان الذين شملتهم إحدى الدراسات.
تنتشر الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض في منطقة الشرق الأوسط و مجلس التعاون الخليجي بنسبة عالية، ويعود ذلك إلى عوامل وراثية، ولأسباب عرقية ونتيجة لنمط الحياة.، فحوالي 25 إلى 30٪ من النساء في دول مجلس التعاون الخليجي من أصول شرق أوسطية وجنوب آسيوية يعانين من متلازمة تكيس المبايض.
يمكن أن تظهر متلازمة تكيس المبايض في أي عمر عند الفتيات والنساء وخصوصاً في حال تعرضنَ إلى زيادة في الوزن، ويمكن أن تظهر أولاً عند الفتيات المراهقات.
تختلف الأعراض المرتبطة بالإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، ولكنها قد تشمل بعضاً مما يلي: فترات دورة شهرية غير منتظمة أو منقطعة، الشعرانية (زيادة نمو الشعر)، الثعلبة (تساقط الشعر)، البشرة الدهنية وظهور حب الشباب، مشاكل متعلقة بزيادة الوزن، العقم أو صعوبة في الإنجاب.
يمكن أن تكون متلازمة تكيس المبايض معقدة وتسبب تغييرات في الخصائص الإنجابية، والاستقلابية، والنفسية، وفي أغلب الأحيان يحدث العقم نتيجة الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، فحوالي 75 ٪ من النساء اللواتي يعانين من العقم يعود السبب إلى مشاكل في الإباضة (مشكلة في الحصول على بيضة جيدة خلال فترات منتظمة).
يمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة وفقدان الوزن (حتى 5 في المائة من فقدان الوزن ) في السيطرة على الخلل الهرموني المرتبط بمقاومة الأنسولين في الجسم. كما أن اتباع نظام غذائي صحي منخفض الكربوهيدرات، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية تعد جميعها من خيارات العلاج الأولى للفتيات والنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
ويمكن لأدوية الخصوبة مثل ليتروزول ، عقار كلوميفين مع الميتفورمين أن تتيح بدء الإباضة المنتظمة لدى النساء، كما أن للإجراءات الجراحية مثل حفر المبيض دروها في الحصول على فترات دورة شهرية منتظمة وتحقيق حدوث الحمل عند النساء غير البدينات. وقد يتم في بعض الحالات لدى النساء اللجوء إلى استخدام حقن تنشيط التبويض (الجونادوتروبين).
ويساعد التلقيح الاصطناعي هؤلاء الأزواج على الحمل في حال وجود مقاومة من الجسم أو في حالة وجود عوامل خصوبة أخرى.
في حال تم تشخيص الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض عند الشابات، يمكن تحقيق معدلات نجاح عالية للخصوبة، لذا يجب التدخل الطبي بوقت مبكر.
بقلم: الدكتورة مونيكا شاولا
استشارية الغدد الصماء الإنجابية والعقم / أمراض النساء والتوليد