يعتبر اتخاذ قرار إنجاب طفل بعد الخضوع لعلاج السرطان قراراً مصيرياً، فبغض النظر عن العلاج الذي خضعتِ له، يجب عليكِ التحدث مع طبيبك حول المخاطر المحتملة لحدوث الحمل والولادة. فقد يحتاج طبيبكِ إلى التحقق من بعض الأمر للتأكد من حدوث حمل آمن.
يمكن أن تؤثر علاجات السرطان على الحمل في المستقبل بعدة طرق:
– إن العلاج الإشعاعي للحوض أو البطن بالكامل يدمر البويضات بطريقة مشابهة للعلاج الكيميائي، فقد يؤثر الإشعاع على خلايا الدعم وإمدادات الدم للرحم، كما أنه قد يزيد أيضاً من فرص الإجهاض والولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة ومشكلات أخرى.
– اللجوء إلى جراحة عنق الرحم، سواء إزالة كل أو جزء من عنق الرحم قد يجعل حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة أكثر احتمالاً، وذلك نتيجة عدم قدرة عنق الرحم من دعم تتطور مراحل الحمل.
– قد تؤدي جراحة الحوض إلى إزالة أو تلف أعضاء الجهاز التناسلي مثل المبيضين والرحم. واعتماداً على مدى الجراحة المنفذة يمكن أن يؤثر ذلك على قدرة المرأة على الحمل وتحمل فترة الحمل.
– قد يؤثر العلاج الكيميائي أو الإشعاعي للدماغ على عمل الغدة النخامية التي تحرر الهرمونات المسؤولة على تحفيز نضج البويضات وعملية التبويض وهذ الأمر لا يضر بالبويضات داخل المبيضين حيث يمكن للأدوية أن تحل مكان هذه الهرمونات وتساعد في حدوث الحمل.
ينصح معظم النساء بالانتظار لمدة لا تقل عن 1 إلى 3 سنوات بعد انتهاء علاج السرطان وقبل محاولة حدوث الحمل مع العلم أن بعض النساء لا يحتجن إلى الانتظار كل هذا الوقت بينما البعض الآخر قد يحتجن فترة أطول.
هناك عدة أسباب لضرورة عدم حدوث الحمل بعد العلاج مباشرة:
– على الرغم من أن العديد من النساء لن يواجهن أي مشاكل مع الحمل بعد علاج السرطان، فإن بعض النساء هنّ ضمن فئة عالية المخاطر بسبب الآثار المتأخرة المحتملة من العلاج.
– يمكن أن تؤثر بعض أنواع العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي على وظيفة القلب، الرئتين، الكلى والكبد. ولأن الحمل يفرض على جسمك متطلبات إضافية فإن ذلك يعرض صحتك للخطر.
– قد تؤثر بعض العلاجات على قدرة الجسم في انتاج هرمونات معينة، ولذلك قد يتطلب منكِ تناول هرمونات بديلة لتتمكني من الحمل وتحمل فترة الحمل.
– قد تتمكن النساء اللواتي تلقينّ جرعات أقل من الإشعاع إلى الرحم من حدوث الحمل، لكن قد لا يكون الرحم قادراً على التوسع بشكل كامل مع نمو الجنين، فهؤلاء النساء هنّ أكثر عرضة للإجهاض أو الولادة المبكرة.
– إذا تلقيتٍ علاجاً كيميائياً أو إشعاعياً في منطقة الحوض، فقد يكون بعض البويضات الناضجة قد تضررت من العلاج، ويستغرق الأمر حوالي عام واحد لتنظيفها وزوالها من المبيضين.
– يحتاج جسمك إلى الوقت الكافي للتعافي من علاج السرطان، حتى يمكنه التعامل مع الحمل.
– في حال أصبحتِ حاملاً في الفترة التي تكونين فيها أكثر عرضة لحدوث تكرار الإصابة بشكل مبكر (عودة مرض السرطان) أو الإصابة بانتكاسة مرضية، فإن الأطباء لا يتمكنون من من مراقبة بعض الفحوصات أو إجراء الأشعة.
وأخيراً، يشعر الكثير من الأشخاص المصابين بالسرطان بالقلق من أن يُصاب أطفالهم كذلك بهذا المرض. لا يوجد دليل أن الأطفال الذين يولدون بعد علاج السرطان هم أكثر عرضة وبشكل متزايد للإصابة بالعيوب الخلقية وغيرها من المشاكل الصحية. ومع ذلك قد يتم انتقال نسبة قليلة من السرطان عن طريق الجينات من الآباء والأمهات إلى الأطفال. إذا كان لديكِ أحد أنواع السرطانات الوراثية فقد يكون الخطر أكبر لانتقالها إلى أطفالك، لذا في هذه الحالة تحدثي مع طبيبك أو استشاري الأمراض الوراثية عن موضوع إنجاب الأطفال.
إن اللجوء إلى الاختبارات الجينية يساعد في تحديد خطر انتقال الأمراض الوراثية إلى أطفالك. في مركز فقيه للإخصاب المجهز بمختبر مزود بأحدث التقنيات نساعد الأزواج في الحصول على نتائج اختبار وراثي كامل لمعرفة مع إذا كانت لديهم أمراض وراثية يمكن انتقالها إلى أطفالهم، وبالتالي ما هي الإجراءات المناسبة التي يمكن اللجوء إليها لضمان حصول الأزواج على أطفال أصحاء.