بعد مرور سنة من الزواج، يبدأ حلم الإنجاب يراود الزوجين، فيتخيلان شكل الطفل الذي سيزين حياتهما. ولكن بعد عدة محاولات فاشلة يصيبهما الإحباط والكآبة، وتبدأ رحلة البحث عن طرق تساعدهما في الإنجاب، ومن بينها اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي خارج الجسم (IVF).
وتتم عملية التلقيح الاصطناعي خارج الرحم (IVF)، بعد تنشيط المبيضين بحقن الهرمونات لإنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات، بعد ذلك تؤخذ البويضات الناضجة من المبيض لتوضع مع الحيوانات المنوية في المختبر حيث تتم عملية التلقيح، ومن ثم تكون عملية إرجاع الأجنة إلى الرحم.
هناك عدة أسباب صحية إذا كانت المرأة أو شريكها يعانيان منها ستمنع من حدوث الحمل، وعند ذلك يعتبر اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي خارج الجسم من الطرق المفيدة لهما، وهذه الأسباب هي:
إنسداد إحدى قناتي فالوب أو كليهما: إن عملية الإخصاب تحدث في هاتين القناتين من ثم ينتقل الجنين بعد مرور 4 أيام إلى الرحم، وبالتالي فإن انسداد إحدى قناتي فالوب أو كليهما، يعني أن الحل الأمثل هو إجراء الإخصاب خارج الجسم ثم نقل الأجنة داخل الرحم. ويتم تشخيص هذا الانسداد بما يعرف بأشعة الصبغة على الرحم والأنابيب.
تشوه وانخفاض عدد الحيوانات المنوية: يلعب عدد الحيوانات المنوية وعدم إصابتها بالتشوه وحركتها دوراً في حدوث الحمل، وإن حدوث أي خلل فيها يجعل من الصعب عليها تلقيح البويضات، لذا عادة يلجأ الزوج إلى تناول بعض الأدوية لتحسين من نوع وعدد الحيوانات المنوية، ولكن في حال قلة عددها وحركتها أو إصابتها بالتشوهات يتم اللجوء إلى إجراء الـ IVF، وأخذ عينة مركزة من عينة الزوج تلقح بها بويضات الزوجة.
الإصابة بالعقم: عندما تعاني الزوجة أو الزوج من حالة عقم غير معروفة الأسباب، ورغم المحاولات المتكررة ولكن لم يتم حدوث الحمل، يتم اللجوء لهذه الطريقة في العلاج، وعادة ما يتم تحليل السائل المنوي لدى الرجل، وتقييم وضع البويضات وقناة فالوب لدى المرأة.
متلازمة تكيس المبايض: بعض النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يمكن أن يحملنَّ بشكل طبيعي، ولكن في بعض الحالات يمكن أن تؤثر متلازمة تكيس المبايض على خصوبة المرأة، فلا تكون دورتها الشهرية منتظمة، فإن حدوث هذ الخلل في إنتاج الهرمونات قد يؤثر على إنتاج البويضات أو يحول دون إنتاجها نهائياً، مما يجعل عملية الحمل بشكل طبيعي أمراً صعباً.
إذا كنتِ قد أخذتِ أدوية الخصوبة أو أجريتِ أي علاج آخر مثل التلقيح داخل الرحم ولم يحقق ذلك أية نتائج، فيكون اللجوء إلى إجراء التلقيح الاصطناعي خارج الجسم (IVF) من أنسب العلاجات.
بطانة الرحم المهاجرة: هو مرض ينتج عن وجود البطانة الرحمية خارج تجويف الرحم، والتي غالباً تهاجر إلى المبيض وتجويف الحوض، وقد تسبب التصاقات عنيفة، ويتم التأكد من وجود هذه الحالة عن طريق منظار البطن التشخيصي، ويمكن علاجه بذات المنظار كاستئصال الأكياس الدموية، وإزالة الالتصاقات، وتعطي المريضة فرصة ، وإذا لم يحدث الحمل يتم اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي خارج الجسم.
الأمراض الوراثية: يتم اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي خارج الجسم في حالات الأمراض الوراثية الجينية وذلك لاستثناء الأجنة التي تحمل خلل وراثي، ويتم ذلك بناء على رغبة الزوجين في فحص الأجنة فحصاً وراثياً لاستبعاد انتقال أي اضطراب جيني وراثي لأطفالهم.
– اضطرابات صبغية جسدية متنحية: ينبغي أن يكون هناك نسختين من الجين غير الطبيعي لكي يتطور المرض، ففي الحالة التي يكون فيها كلا الوالدين حاملين للجين لكن غير مصابين بالمرض، تكون نسبة إنجاب طفل صحي غير حامل للجين من خلال الحمل الطبيعي ٢٥٪، وهي النسبة ذاتها لإنجاب طفل يحمل نسختين من الجين ومصاب بالمرض. وهناك نسبة ٥٠٪ لإنجاب طفل لديه نسخة من كل جين لكن غير مصاب بالمرض (مثل والديه).
– اضطرابات صبغية جسدية سائدة: هذه الإضطرابات أقل شيوعاً من الاضطرابات الصبغية الجسدية المتنحية، فحتى يرث الطفل اعتلال صبغي جسدي سائد، يجب أن يكون هناك نسخة واحدة من الجين الشاذ. في الحالات التي يكون فيها أحد الزوجين حاملاً للجين، هناك ٥٠٪ من أن يكون الأولاد مصابون بالمرض، ونسبة الـ ٥٠٪ الأخرى سيكون الأطفال حاملين للجين ولكنهم غير مصابين.
-الاضطرابات المرتبطة بكروموسوم X: تورث هذه الاضطرابات دائماً من الأم الحاملة للجين، فالأطفال الذكور (XY) الذين يحملون الكروموسوم الموروث من الأم والذي فيه خلل ما، يصابون بالمرض بشدة مقارنة مع الأطفال الإناث الذين يحملون الكروموسوم X الطبيعي من الأب والكروموسوم X غير الطبيعي من الأم، حيث يتأثرون بشكل أقل بالمرض.
كما أن ٥٠٪ من الأطفال الذكور سيكونون مصابين بالمرض و٥٠٪ سيحملون الجين ولكن لن يكونوا مصابين بالمرض، أما بالنسبة للرجال المصابين بمرض سببه خلل في كروموسوم X، فإن أطفالهم الإناث سيكنّ إلزامياً ناقلات للمرض لأن إحدى الكروموسومات X ستكون موروثة من الأب المصاب.
للمزيد من المعلومات الرجاء الاتصال على الرقم: