كم هو شعور مؤلم أن يتكيّف الأزواج مع فكرة عدم القدرة على الإنجاب والإصابة بالعقم، فيصبح هذا الأمر أكثر سوءاً ويسبب ألماً نفسياً إضافياً خلال فترة الأعياد، فبعض العادات الاجتماعية المتبعة في هذه الفترة، تعرض الأزواج لبعض المواقف التي تشعرهم بالحزن مثل رؤية الأطفال يرتدون أجمل ملابسهم ويقفون بانتظار سانتا كلوز، وتهافت الجيران لتزيين بيوتهم بالأضواء حتى يسعدوا أطفالهم في العيد، وكذلك الأمربالنسبة لعشاء العائلة مع الأطفال عند شجرة الميلاد، كل هذه الأمور تُصيب الأزواج بالاكتئاب والحزن المضاعف لعدم قدرتهم على الإنجاب.
إذاً، في موسم الأعياد يعتبر وجود الأطفال خلال اللقاءات العائلية من الضغوطات الأكثر شيوعاً التي يعاني منها الأزواج المصابين بالعقم، حيث يبذلون المزيد من الجهد للتغلب على المشاعر التي تنتابهم وهم محاطين بأولاد أخوتهم أو أقاربهم. فلا أحد سيتمكن من بث البهجة في نفوسهم إلا عندما يرزقون بالطفل الذي لطالما حلموا به.
نقدم هنا بعض النصائح التي تمكن آباء وأمهات المستقبل من التمتع بموسم الأعياد.
الاستعداد بشكل مسبق
إذا كان الزوجان حديثي الزواج، فمن الأسئلة غير المحببة خلال اللقاءات الأسرية والتي سيواجهانها دائماً هي: متى تخططان للإنجاب؟ هذا السؤال يتكررعلى مسامعهما ويسبب لهما الإزعاج، وبالأخص عند خضوع أحدهما أو كليهما لعلاج الخصوبة وقد مضى ما يزيد عن عام على العلاج مع عدم حدوث الحمل.
ننصح كل زوجين باعتماد الإجابة على هذا السؤال وفقاً لشعورهما بالراحة في خوض نقاش علاجات الإخصاب مع من حولهما، إذا أن إجابة الزوجين تتحدد بما يتناسب مع مشاعرهما.
أما إذا تم طرح السؤال بطريقة عابرة، فيمكن الإجابة بطريقة مختصرة مثل، إننا نخطط للحصول على طفل قريباً وإننا مستمتعون بذلك. فهذه الإجابة تحيد الشخص السائل عن المتابعة في الحديث، إما إذا كنتما تشعران بالراحة للشخص فيمكنكما التحدث معه بشكل تفصيلي عن الخطوات التي تتبعونها للحصول على طفل.
هذا السؤال المتكرر يلحق الأذى النفسي بالزوجين، ولكن يجب أيضاً تقدير نية الشخص في طرح السؤال للتخفيف عن الزوجين وليشعرهما بالراحة عند الحديث عن المشكلة. في النهاية، مدى قوة علاقة الزوجين بالشخص السائل عن حالتهما هي التي تحكم الإجابة على هذا السؤال.
قول كلمة “لا”
إذا كنتِ على علم مسبق بتعرضك لموقف سيسبب لك التوتر، فمن الأفضل أن تقولي لا، فمن حقك حماية نفسك والابتعاد عن كل ما يسبب لك أي نوع من الإزعاج. فمثلاً في حال لم يكن لديك الرغبة في حضور أي مناسبة أو ترغببين تمضية الوقت بمفردك يمكنك رفض الحضور وقول كلمة “لا”، ففي بعض الأحيان لا بأس من التصرف بأنانية والقيام بنشاطات مع شريك حياتك تبعث السعادة في نفسيكما.
تعلم كيفية تحويل المواقف السلبية إلى إيجابية
لطالما كانت فترة الأعياد من أفضل المواسم لإظهار لطفكِ ودعمك للأشخاص الآخرين، بغض النظر عما تتمتعين به من مهارات في الإبداع والتنظيم والإدارة أو العمل خلف الكواليس، فإن موسم الأعياد هو فرصة استثناية للبحث عن فرصة للتطوع، حيث يمكنكِ التطوع في التخطيط، أو جمع التبرعات، أو فرز الطعام أو اتخاذ مهة السائق لإيصال الهدايا، أو تقديم وجبات الطعام إلى مأوى للمشردين.
وهنا يمكنك إدارك المقولة القديمة ” العطاء أفضل من الأخذ”، فعندما تقومين بمساعدة شخص بحاجة إلى ذلك فإنك ستشعرين بالإيجابية. والأهم من ذلك هو قيامك بالأعمال الأنسب لكِ والتي تبعث السعادة في نفسك.
الدعم الخاص
عندما تشعرين بالتعب والضعف لا تترددي في الاتصال بأحد الأشخاص سواء صديقتك أو أحد أفراد العائلة، وتحدثي معهم بحرية حول ما تشعرين به. فإذا كنتِ تصابين بالإحراج لدى الحديث عن مشكلتك بعدم الإنجاب، تأكدي أن أفراد عائلتك سيبقون الداعم والسند الأكبر لكِ.
من ناحية أخرى، إذا كنتِ تفضلين الاحتفاظ بموضوع خضوعك لعلاجات الخصوبة أو تشخيص حالة العقم، قد تحتاجين إلى البحث بثقة عن أشخاص مقربين جداً للحديث معهم، وعندها لن تواجهي الأسئلة المحرجة التي قد تتعرضين لها من قبل الآخرين، لأنك على ثقة بوجود أشخاص لديهم القدرة على التدخل ومساعدتك في هذه المواقف.
الاستمتاع مع الأطفال
إذا لم تتمكني من الإنجاب حتى هذه اللحظة، فلا يعني هذا أنكِ لن تستمتعي بأجواء العيد مع العائلة والأصدقاء وبرفقة أطفالهم، حيث يمكنك إضافة لمسة من المرح على الأجواء من خلال إمضاء الوقت مع أولاد أخوتك أو أصدقائك وكذلك غصطحابهم إلى مكان يحبونه، فعندما تحاطين بالأطفال سيدفعك هذا الأمر للتفكير في أغلبية الأمور التي تجعل من أجواء الأعياد فريدة بالنسبة لهم، بما في ذلك إضاءة شجرة الميلاد، لقاء سانتا كلوز، المهرجانات والاحتفالات. كما أن هذا الأمر سيتيح لكِ فرصة التعرف على ما يفضلونه الأطفال خلال موسم الأعياد، وفي الوقت ذاته سيكون أقربائك وأصدقائك ممتنين لكِ لمنحهم فرصة إضافية للتسوق، بينما تستمتعين أنت مع الأطفال وتشعرين بمسؤولية الأهل تجاههم.