يؤثر مرض السكري بشكل سلبي على الخصوبة، وبما أن معدلات مرض السكري من النوع 2 ترتفع سنوياً، دفع هذا الأمر بالاختصاصيين في مجال العقم إلى النظر لهذه القضية الصحية كسبب رئيسي في حدوث بعض حالات العقم غير المبررة لدى الأزواج.
ولسوء لحظ، فإن مرض السكري يؤثر على عملية زرع الجنين في الرحم بالشكل السليم، مما يسبب في حدوث الإجهاض حتى قبل أن تدرك المرأة بأنها حامل. ففي هذه الحالة فإن هذا المرض لا يمنع من حدوث الحمل ولكنه يؤثر على استمرار الحمل حتى الولادة.
بالإضافة لما سبق ذكره، فإن مستويات السكر المرتفعة بشكل كبير يمكن أن تؤثر أيضاً على مستويات الهرمونات في الجسم بما في ذلك مستويات هرمونات الأستروجين والبروجسترون والتستوستيرون الضروريات لحدوث الحمل، لذلك فالتحكم بمستوى السكر في الدم يعتبر أمراً حيوياً لخصوبتك.
وحتى في حال تم زرع الجنين في الرحم إلا أن هناك مخاطر أخرى يجب مراعاتها بما في ذلك:
– زيادة خطر الإصابة بعيوب خلقية بسبب الأضرار التي لحقت بالخلايا الجينية نتيجة مستويات السكر العالية في الدم.
– حجم الطفل الكبير يحتاج إلى عملية قيصرية، مما يزيد من فرص إصابة الأنم بالعدوى.
– زيادة خطر الإصابة بسكر الحمل، الأمر الذي قد يسببب مخاوف صحية أخرى قد تصيب الأم والطفل على حد سواء.
إن مرض السكري لايؤثر فقط على خصوبة المرأة، فالرجال أيضاَ يمكن أن يصابوا بحالات من العقم بسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم. وقد وجد العلماء أن الرجال المصابين بمرض السكري يكون لديهم تلف أكبر في الحمض النووي للحيوانات المنوية مما هو عليه عند الرجال الذين لا يعانون من هذا المرض. ويحذر العلماء أن تلف الحمض النووي قد يؤثر على خصوبة الرجل.
كما أن الرجال المصابين بمرض السكري والذين لا يتحكمون بمستويات السكر بالدم، تكون لديهم فرصة أقل في تلقيح الحيوانات المنوية للبويضة، وفي حال حدوث التلقيح تكون نسبة حدوث الإجهاض والتشوهات أكبر.
من المعروف أن جودة الحمض النووي للحيوانات المنوية ترتبط بانخفاض جودة الجنين، انخفاض معدلات الزرع، ارتفاع معدلات الإجهاض، والإصابة ببعض أمراض الطفولة الحطيرة وعلى وجه التحديد الإصابة ببعض سرطانات الأطفال.
مع إدراكنا للمخاطر التي ينطوي عليها ارتفاع مستوى السكر في الدم وتأثيره على الخصوبة، يجب علينا أيضاً معرفة أن مجرد التحكم في مستوى السكر والحصول أو الحفاظ على مستوى طبيعي، فإن ذلك سيقلل من حدوث المخاطر المذكورة آنفاً ويتيح الفرصة لحدوث الحمل الآمن الذي يؤدي إلى ولادة طفل سليم.
إن مفتاح النجاح في هذ الموضوع يرتبط بالطبع بالتواصل مع طبيب الغدد الصماء التناسلية وطبيب النساء والولادة، لضمان بقاء مستويات السكر في الدم مستقرة قبل أشهر من المحاولة لحدوث الحمل وكذلك خلال فترة الحمل، بالإضافة إلى اتباع بعض العادات مثل تناول الطعام الصحي والحفاظ على صحة جيدة، عندها ستكون فرص حدوث الحمل والولادة مرتفعة لديك، على الرغم من تشخيص إصابتك بمرض السكري.