قبل الشروع في العلاج الهرموني أو غيره من العلاجات المساعدة على تقوية الخصوبة، بينت بعض الأبحاث أن الصيام في شهر رمضان يعد فرصة هامة لمن يرغب في الإنجاب، حيث يمكن اعتبار الصيام بمثابة برنامج متكامل لإعادة تهيئة الجسم وسائر خلاياه بالإضافة إلى تحسين جودة الحيوانات المنوية للرجل وتنظيم عملية الإباضة لدى المرأة، وذلك بحسب دراسة أميركية التي ربطت بين الصيام وتحفيز القدرة الإنجابية لدى النساء وتنشيط البويضات. فالصيام يحرق جزءاً كبيراً من مخزون الدهون بالجسم، ثم يعمل على إزالة السموم من الخلايا وإعادة توازن الهرمونات في الجسم مع إعطاء الكبد القدرة على ضبط الهرمونات الزائدة داخل الجسم مثل هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى العقم في النهاية.
كما توصلت دراسة هولندية إلى أن الابتعاد عن نظام الأكل غير الصحي والسماح للمعدة بالراحة، يساعد في تخفيض الوزن ورفع احتمال الحمل. في حين أوضحت بعض الأبحاث الأخرى مدى مساهمة الصيام في علاج العقم حيث أن العطش والتقليل من حجم الماء داخل الأوعية الدموية يؤدي إلى تنشيط الآلية المحلية بتنظيم الأوعية وزيادة إنتاج البروستا جلاندين حيث أن بعض أنواعه لها دور في علاج العقم، فتسبب تحلل الجسم الأصفر ومن ثم فمن الممكن أن يؤدي دوراً في تنظيم دورة الحمل عند المرأة. واقترحت بعض الدراسات أيضاً أن الصيام له دور في زيادة الخصوبة عند النساء، وأن الإفرازات الحامضية التي يفرزها المهبل عند المرأة والإفرازات البيضاء تجف وتختفي أثناء الصيام لتعود إلى الشكل الطبيعي في الحالات السليمة بعد الإفطار لتزيد من خصوبة النساء. لذا على المرأة تناول طعاماً غذائياً صحياً ومتوازناً خلال فترة الإفطار، تزيد فيه نسبة الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية لسلامة الجهاز التناسلي، كذلك تناول التمر باللبن فهو علاج مقترح لضعف الخصوبة.
وكشفت دراسة أميركية أيضاً أن مخاطرعدم الإنجاب تزيد عند الرجال البدناء حيث أن زيادة الوزن قد تقلل تركيز وعدد الحيوانات المنوية وتغير التوازن الهرموني، كما أنها ترفع درجة حرارة الخصية وقد تتسبب في انخفاض الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية.
الدكتور سالم الشواربي
استشاري أمراض النساء والولادة/ الإخصاب والعقم