• English
  • الإجهاض المتكرر.. أسباب متعددة وعلاج فعال

    الثلاثاء, يناير 30, 2018

    الأمومة هي حلم كل امرأة، والفرحة التي تشعر بها عند سماع خبر حملها لا توازيها أية فرحة أخرى سوى رؤية هذا الطفل، ولكن فجأة يتبدد هذا الحلم ويصبح صدمة رهيبة تعيشها المرأة وتؤدي إلى حالة نفسية وجسدية سيئة بعد تعرضها للإجهاض في الأشهر الأولى.

    وهنا تبدأ معاناة رحلة العلاج، فيصبح الهاجس الأول لدى الأم هو سلامة الجنين، فتعيش بقلق دائم من خطر تكرار حدوث الإجهاض مرة أخرى. وقد ينتابها الشعور بفقدان الأمل تماماً، لكن في الحقيقة أن العديد من النساء اللواتي مررن بتجربة الإجهاض المتكرر قد أنجبن أطفالاً فيما بعد.

    ما هو الإجهاض المتكرر؟

    إذا تعرضت المرأة  لثلاث حالات إجهاض أو أكثر بشكل متتابع، فتعتبر ممن مررنّ بـ “الإجهاض المتكرر”. والإجهاض هو خسارة أو فقدان الجنين قبل الأسبوع الـ 20 من الحمل، ويسمى الإجهاض المبكر إذا حدث في الأسابيع الـ12 الأولى من الحمل.

    كما أن 50 % من حالات الإجهاض تتم قبل أن تعرفى بحملك، وما نسبته 80% من حالات الإجهاض تحدث خلال أول ثلاثة أشهر من الحمل، وبمرور العمر تصبح نسبة الإجهاض أعلى، حيث أنه تحت سن 35 تكون نسبته من 12% إلى 15%، وفوق سن 40 تكون نسبته 25%.

    وغالباً ما يحدث الإجهاض نتيجة شذوذ فى كروموسومات الجنين، وهي التي تحمل الصفات الوراثية للجنين، وهذا الشذوذ يمكن أن يحدث بالصدفة دون وجود مشاكل صحية لدى الأم أو الأب.

    وهناك أسباب مشتركة لحدوث حالات الإجهاض المتكرر، وهي:

    الأسباب الوراثية

    يسبب الاختلال الوراثي عند كلا الزوجين أو أحدهما حدوث الإجهاض المتكرر، وتشكل الأسباب الوراثية نحو 3 إلى 8 %  من حالات الإجهاض المتكرر. وعادة يظهر هذا النوع من الإجهاض مبكراً في خلال الشهور الثلاثة الاولى من الحمل.

    الأسباب التشريحية

    تعني وجود تشويه بتجويف الرحم ينتج عنه حدوث الاجهاض المتكرر، وهذا التشويه قد يحدث نتيجة وجود عيوب خلقية بالرحم مثل وجود حاجز يقسم التجويف الرحمي أو في حالات وجود ورم ليفي داخل تجويف الرحم، وهناك حالات اقل شيوعاً وهي عندما يكون هناك التصاقات داخل تجويف الرحم.

    وهناك مرض آخر تشريحي قد يؤدي إلى حدوث الاجهاض المتكرر وهو اتساع عنق الرحم وفي معظم الحالات يكون هذا عيباً خلقياً في عنق الرحم.

    الأسباب المتعلقة بالالتهابات البكتيرية

    إن إلتهاب المهبل البكتيري الناتج عن الإفراط في نمو بكتيريا المهبل قد يسبب التهاب بطانة الرحم، الذي يسبب بدوره تضيق الأوعية الدموية التي تزود الجنين بالأوكسجين والغذاء وبالتالي إجهاض الجنين بعد 12 أسبوع من الحمل.

     الأسباب المتعلقة بالغدد الصماء

    يمثل مرض السكري  أحد المخاطر الهامة التى تعرض حياة الأم والجنين للخطر، ونسبة الإجهاض تكون أعلى في النوع الثاني من مرض السكري عنه في النوع الأول. وأن سبب الإجهاض في هذه الحالة نتيجة التشوهات الخلقية للجنين، والتى قد تنتج عن عدم انضباط نسبة السكر، أو تناول بعض الأدوية عن طريق الخطأ سواء لعلاج مرض السكري،أو نتيجة تناول أدوية لعلاج خلل دهون الدم المصاحب لمرض السكري.

    كما أن أمراض الغدة الدرقية يمكن أن تكون سبباً في حدوث العقم والإجهاض المتكرر، لذلك يجب أن يتم تحليل هرمونات الغدة الدرقيه لتحديد ما إذا كانت هي التي تسبب حدوث الإجهاض .

    الأسباب الدموية

    إن مشاكل تخثر الدم يمكن أن تسبب الإجهاض، فحدوث الجلطات الدموية الصغيرة في الرحم يمكن أن تخفض المشيمة وتقلل من الأوكسجين الذي يصل إلى الجنين الذي يبقيه على قيد الحياة. إذاً إصابة المرأة الحامل بمتلازمة تجلّط أو تخثّر الدم أو متلازمة أضداد الفوسفوليبيد التي تسبب تجلطات في الأوعية الدموية، تؤدي إلى حدوث الإجهاض المتكرر.

    وهناك أسباب أخرى قد تؤدي إلى حدوث حالات الإجهاض المتكرر وهي:

    –  اختلال التوازن الهرموني، مثل انخفاض هرمون البروجسترون، ارتفاع هرمون الاستروجين، انخفاض هرمون البروجسترون.

    –  متلازمة تكييس المبايض.

    – إصابات جرثومية أو فيروسية .

    – الأسباب المناعية.

    – نمط الحياة: كالسمنة، التدخين والكافيين.

    الفحوصات العلاجات

    إذا كنتِ قد تعرّضت لثلاث حالات إجهاض أو أكثر بصورة متعاقبة، هنا سيلجأ الطبيب المختص إلى إجراء عدة فحوصات للدم وصور بالأشعة فوق الصوتية لمعرفة السبب وراء استمرار تعرضك للإجهاض.

    ولكن بشكل عام  تعود معظم حالات الإجهاض إلى وجود خلل وتشوهات في الكروموسومات، وهنا يتمثل الحل الأمثل للمساعدة يتمثل في إجراء  فحص الكروموسومات الشامل وفي حال اكتشاف وجود مشكلة ما، يتم  تحويلك مع زوجك إلى أخصائي الأمراض الوراثية حتى تحصلان على الاستشارة الوراثية اللازمة.

    ويستطيع الاستشاري أن يوضح نوع الشذوذ وفرص حدوث الحمل لديك بشكل طبيعي، واعتماداً على نوع المشكلة بالتحديد، يمكن أن يكون التلقيح الصناعي (IVF) أحد الخيارات التي تتيح فحص الأجنة قبل نقلها إلى رحمك.

    إن إجراء فحص الكروموسومات الشامل أو ما يُعرف بالفحص الجيني، يتم خلاله التحقق من عدم وجود أي تشوهات أو شذوذ في الكروموسومات٢٤، ويحدث هذا الشذوذ نتيجة كروموسومات إضافية أو مفقودة. وتشمل الأمراض المتعلقة بوجود خلل في الكروموسومات كل من التثلث الصبيغي 13 (متلازمة داون)، التثلث الصبغي 18 (متلازمة ادوارد) والتثلث الصبغي 21 (متلازمة باتو).

    كما يساعد الاختبار أيضاً في فحص كروموسومات X وY، مما يساعد في تحقيق التوازن العائلي من خلال اختيار نوع جنس المولود.

    وبما أن حدوث حالات الإجهاض المتكرر تؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية والجسدية للأم، فإننا في مركز فقيه للإخصاب نساعدك في ضمان حصولك على أجنة خالية من الأمراض الوراثية، وبالتالي نحد من حدوث أي حالة إجهاض جديدة.