عندما تطول فترة حدوث الحمل، يتسلل القلق إلى قلب وعقل المرأة التي تشعر أنها سُتحرم من لقب الأمومة، مما يشكل ضغطاً حقيقياً عليها، فتصبح الأفكار السلبية هي المسيطرة على كل تصرف تقوم به، مما ينعكس على حياتها وحياة من حولها.

ما يجب عليكِ معرفته أن القلق والتوتر يؤثران على خصوبتك، وكلما تعاملتي مع موضوع الحمل بطريقة سلبية، قد تطول الفترة لحدوث الحمل.

قد يخبركِ الناس أن ما عليك  سوى الاسترخاء والانتظار إلى أن يحدث الحمل، هذه النصيحة ستدعوك إلى الغضب وبالأخص بعد قيامك بإجراء عدة محاولات ولازال الرحم خالياً من أي نبض. ما نقوله لكِ هنا أن هذه النصيحة تحتوي على جزء من الحقيقة. لذا توقفي عن التفكير السلبي الآن وانظري إلى الأمر بطريقة إيجابية لتتخطي خيبات الأمل التي قد تتعرضين لها.

إليكِ بعض الخطوات التي ستساعدك في تغير وجهة نظرك، وستجعل من حياتك أكثر راحة وإيجابية.

قولي لا للسلبية

من المتعارف عليه أن التفكير بطريقة إيجابية أو سلبية يؤثر بشكل كبير على جميع مجالات حياتنا، فعندما نفكر بطريقة سلبية تجاه أمر ما فإننا نجذب كل ما هو سلبي من حولنا، لذلك في حال لم يحدث الحمل في هذا الشهر إياكِ والتفكير السلبي إنها ليست النهاية، فبالتأكيد سيحدث الحمل في الأشهر اللاحقة، وتذكري أنكِ لست الوحيدة فهناك الكثير من النساء يعانين مثلك أو أكثر من ذلك.

أبعدي فكرة الفشل من مخيلتك، فحتى الأزواج الأصحاء تختلف فترة حدوث الحمل بين حالة وأخرى، وأحياناً قد تستغرق فترة طويلة. وكذلك عودي نفسك على التفكير الإيجابي، عندها ستختلف نظرتك إلى كل ما حولك وستجذبين إليكِ الأمورالإيجابية فقط.

أحيطي نفسك بالأشخاص الذين يمتلكون حسن الاستماع إليكِ وإبراز الجوانب الإيجابية في رحلة علاجك، وتجنبي مناقشة الأمر مع الأشخاص الذين يجعلونكِ تشعرين بالسلبية تجاه حالتك.

عززي خصوبتك

ترتبط زيادة نسبة الخصوبة بطريقة التفكير، فالأزواج ممن يتمتعون بسلوك إيجابي تزيد فرص حدوث الحمل لديهم. وينبغي أن يكون لدى هؤلاء الأزواج ثقة تامة في الخبراء، الأدوية، والعلاجات حتى النتائج المرجوة، فالإيجابية بالتفكير تساعد بشكل كبير في حدوث الحمل.

كما أن التفكير الإيجابي، هو الأكثر أهميّة بالنسبة للحمل والأكثر تأثيراً عليه، وذلك لأنّ التفكير يؤثّر على الجسم، ويقلّل من الاستجابة الهرمونيّة لعملية الإخصاب والحمل، ومن هذه الهرمونات التي تؤثّر على الحمل هو الإستروجين، فلذلك يجب على المرأة التي تودّ الحمل أن يكون تفكيرها دائماً إيجابياً، وأن تبتعد عن كل الأفكار السلبية.

استمتعي بالعلاقة الزوجية

نتيجة لبعض الضغوطات المجتمعية، ينسى بعض الأزواج الاستمتاع بعلاقتهما ويصبح شغلهما الشاغل حدوث الحمل لإرضاء الأهل، وهو ما يحول الأمر إلى مصدر توتر وضيق، مما يؤثر ذلك على قدرة الرجل والمرأة أيضاً.

فانتظار حدوث الحمل ليس بالأمر السهل على الزوجين، اللحظات الحرجة التي تعيشها المرأة لرؤية نتيجة فحص الحمل المنزلي لا تُحسد عليها، لذا من الأفضل ألا تركزا في علاقتكما على ضرورة حدوث الحمل هذه المرة أو في مرات لاحقة. فبالتأكيد أنه لشعور ممتع أن تكون ثمرة إقدامكما على العلاقة الحصول على طفل، ولكن يجب ألا يكون تفكيركما هكذا في كل مرة. فمن الأفضل الاستمتاع بالعلاقة والاسترخاء وتمضية الوقت مع الشريك، فمهما طالت الفترة الزمنية لحدوث الحمل يجب ألا تجعلاها تؤثرعلى علاقتكما.

اعثري على السعادة

لا تجعلي هاجس الحمل يسيطرعلى تفكيرك ويشغلك عن الاستمتاع بالكثير من الأمور في حياتك. فعندما تكون فكرة الحمل هي المسيطرة ستكون فترة الانتظار من أصعب اللحظات وما يتبعها من خيبة أمل في حال عدم حدوث الحمل. لذا اشغلي نفسك بالقيام بأمور تبعد عنك أي إحساس سلبي.

اضحكي، فالضحك هو أحد أفضل الطرق التي تساعد على التخلص من التفكير السلبي، فخططي لمقابلة مجموعة من الصديقات أو اذهبي إلى السينما لمشاهدة أحدث الأفلام الكوميدية. كما يمكنك الاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع بزيارة الأًصدقاء أو تمضية الوقت في أرجاء الطبيعة. وكذلك يمكنك استغلال الوقت لقضاء أمتع اللحظات أنت وزوجك بأجواء رومانسية، أودللي نفسك وانعمي بالعلاجات التجميلية  أو الخضوع لجلسة المساج المحببة لكِ، كما يمكنك ممارسة بعض الهوايات المفضلة بمفردك أو مع الشريك.

إذاً ما يمكنك القيام به لا يُعد ولا يُحصى، لذلك اختاري الأنسب لكِ، والذي يبعث السعادة في نفسكِ ويبعد شبح القلق والتوتر والتفكير المستمر بالحمل.

لا تخجلي من طلب الدعم   

قد تكون فكرتكِ الأولى هي الاحتفاظ بسرية تفاصيل علاج خصوبتكِ، ولكن هذا الأمر سيزيدك توتراً، وفي أوقات معينة قد تتبدد الآمال بالحصول على الحمل، ويحل مكانها الشك في نجاح ذلك.

لا تخجلي من الحديث عن مشاعرك السلبية تجاه ما تمرين به، فإخفاء حالتك عن الأشخاص حولك ستؤدي إلى زيادة العبء عليكِ فقط، ولا تشعري بالإحراج من الحديث عن وضعك، وتأكدي أن هنالك العديد من الأشخاص المقربين منكِ يسعدهم الاستماع إليكِ وتوفير الدعم لكِ.

تأكدي أنكِ لستِ الوحيدة على الإطلاق التي تمر بهذه التجربة، فهناك العديد من الأزواج يعانون من صعوبات الحمل، وتمكنوا من بناء شبكة دعم من الأشخاص المحيطين بهم والذين تمكنوا من مساعدتهم في تخطي المشكلة.

كما يمكنك الرجوع إلى المواقع الموثوق منها عبر الانترنيت، و تعلم المزيد عن صعوبات الحمل  والتعرف على حالات مماثلة لوضعك وكيف تمكنوا من تجاوز ذلك، مما يساعدك في التحلي بروح إيجابية والابتعاد عن التفكير السلبي.